جاء ذلك في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء العراقي الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأمريكي ترامب، ومناقشة عملية إعادة إعمار العراق بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم "داعش"
وعن نية إعمار جميع مدن العراق، قال المستشار الاقتصادي للأمم المتحدة في العراق الدكتور فلاح اللامي لوكالة "سبوتنيك": "إن العراق خلال هذه الفترة وبعد الانتصارات التي حققها ضد عصابات تنظيم داعش، أصبح المجتمع الدولي يرحب بفكرة إعمار العراق والتحول إلى وضع استراتيجية لبناء العراق، وبالنتيجة يدر الكثير من الأرباح على الشركات الاستثمارية وعلى الشركات الأمريكية والأوروبية، ويلاحظ أيضا الزيارات المكوكية التي بدأ يقوم بها عدد من السفراء ووزراء الخارجية إلى بغداد واللقاءات مع رئيس الوزراء، جاءت كلها بعد تحقيق الانتصارات وتمثل كذلك نقلة نوعية باتجاه البناء والاستثمار والإعمار في المرحلة القادمة، وسيتكلل ذلك باللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الأمريكي، وهناك الكثير في جعبة الحكومة الأمريكية فيما يخص هذا الجانب".
وأضاف اللامي "العراق يمتلك أكبر احتياطي في العالم من النفط، وهذا ما يجعل من السهل الاستثمار فيه، كون عملية الحصول على الأموال فيه تتم بسرعة كبيرة جدا، والاتفاقات الجارية اليوم مع العراق تفيد الجهات المستثمرة أكثر من فائدتها للعراق، ومع ذلك سيستفيد العراق من خلال هذا الاستثمار بإعمار البلد كون الكثير من البنى التحتية في عموم محافظات العراق متهالكة، وهذا يحتاج إلى وضع خطة كبيرة للعراق بشكل عام وليس فقط للمحافظات التي تعرضت لاحتلال داعش. فضمن خطوات الحكومة العراقية هو التوجه نحو الاستثمار كون العراق عانى من الفساد المستشري وكذلك من الحروب".
من جانبه يقول الدكتور كريم الفتلاوي عن هذا الموضوع لوكالة "سبوتنيك": "إن عملية إعادة إعمار العراق هي عملية صعبة وشاقة لسببين أساسيين، الأول يتمثل في انخفاض العائدات النفطية خلال الفترة السابقة والحالية، إضافة إلى ما ترتب على العراق من ديون بسبب الحرب ضد الإرهاب والتي من الممكن أن تستمر لفترات طويلة، أما السبب الثاني والذي هو مهم يتعلق بعملية محاربة الفساد، والتي إن تمت بشكل صحيح فسوف توفر جزءا من الأموال لإعمار العراق، فالخراب الموجود في العراق كبير بشكل غير متصور، ولنا أن نتصور من بداية الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980 أعقبتها فترة الحصار الاقتصادي لغاية عام 2003، ومن ثم جاءت فترة تغيير النظام والذي زادت بعد تلك الفترة واردات العراق، ولكن مع الأسف لم يستطع العراق استثمار تلك الأموال لتأتي بعدها مرحلة الحرب ضد تنظيم داعش التي بدأت تستنزف موارد كبيرة، إضافة إلى الخراب الذي خلفته".
وأضاف الفتلاوي "إن موضوع الاستثمار مشروع سبق وأن تم طرحه في زمن الحكومة العراقية السابقة، وهو ما يسمى الدفع بالآجل، وهي فرصة جيدة للعراق في أن يطرح مشاريعه للاستثمار، كونه يمتلك موارد تفوق بكثير موارد غيره من البلدان التي تعيش اليوم في وضع اقتصادي أفضل من العراق، فالعراق بلد غني، وتستطيع الشركات القيام بعمليات الاستثمار، لكن يجب تهيئة أرضية مناسبة لذلك"./انتهى/
تعليقك